أسعى جاهداً لأكون أباً أفضل كل يوم" تعرف على إبريما دامفا، أب لسبعة أطفال
يعيش إبريما في بالينغو، وهي قرية صغيرة تقع في منطقة الضفة الشمالية لغامبيا، وهو يعيش مع زوجته موسكيبة وسبعة أطفال في منزل صغير. وهما متزوجان منذ أكثر من عقد من الزمان، لكنه لم يكن ينظر قط إلى رعاية الأطفال على أنها مسؤولية مشتركة مع زوجته.
وقال إبريما: "قبل الاشتراك في برنامج التنشئة الأبوية الإيجابية في بالينغو، كانت مسؤولية رعاية الأطفال تقع على عاتق زوجتي فقط. وفي الحقيقة نادراً ما كان لديَّ الوقت للتحدث مع أطفالي، بل كان دوري كأب أقرب ما يكون إلى توفير الاحتياجات الأساسية للعائلة من خلال الزراعة."
ويُعد إبريما واحداً من أصل 20 أباً شاّباً في قرية بالينغو، سجلوا للالتحاق ببرنامج التنشئة الأبوية الإيجابية، وهي مبادرة تحت رعاية مشروع اليونيسيف لتنمية الطفولة المبكرة وبدعم من دبي العطاء. ويُشرك البرنامج الآباء ليُصبحوا أكثر نشاطاً في مهام التربية وشؤون الأسرة.
وأضاف إبريما مبتسماً: "أصبحتُ الآن مقدم رعاية أساسّياً لأطفالي... أصبح الآن من مسؤولياتي أن أتأكد أن أطفالي نظيفون، وقد تناولوا طعامهم قبل الذهاب إلى المدرسة."
ويعتبر إبريما أساسيات التغذية السليمة والممارسات الصحية من أبرز الأمور التي تعلمها خلال مشاركته في برنامج التنشئة الأبوية الإيجابية، وأصبحت عائلته أيضاً الآن أكثر وعي بالبيئة وبنوعية الطعام الذي يتناولونه. وحال العديد من النساء في المناطق الريفية، فإن موسكيبة غالباً ما تكون مثقلة بالأعمال المنزلية؛ فهي تذهب إلى المزرعة، وتعتني بالأطفال. ولكن مع الالتحاق ببرنامج التنشئة الأبوية الإيجابية، أصبح زوجها إبريما الآن أكثر مشاركة في رعاية الأطفال والمهام المنزلية. وهو فخور بذلك.
"وعندما يمرض أطفالي، اصطحبهم إلى المشفى في فارافيني، وعندما تعلم الممرضات بالمسافة الطويلة التي قطعتها من قريتنا إلى المرفق الطبي، وتقديراً لما بذلته من مجهود، تعفيني الممرضات من الوقوف في صف الانتظار الطويل، المزدحم بمَن يسعون إلى الحصول على الرعاية الطبية."
وبالإضافة إلى الدعم الذي يقدمه أبريما لزوجته في الاعتناء بأطفالهم، لاحظ وجود رابط قوي بينه وبين أطفاله مؤخراً، وهو أمر يرجع إلي زيادة التواصل بينهم، والوقت الذي يقضيه معهم منذ انضمامه لبرنامج التنشئة الأبوية الإيجابية.
وها هو يقول بفخر: "يمكنني صنع الألعاب لأطفالي، وآخر لُعبة صنعتها لابني الأصغر كانت كرة صغيرة مصنوعة من الملابس البالية، وهذه الأشياء في بيئتنا لا تحتاج إلى نقود للحصول عليها".
وفي قرية بالينغو الصغيرة، يمكن الشعور بتأثير التنشئة الأبوية الإيجابية خارج المنازل. وقد شرح إبريما ذلك مشيراً إلى المجتمع بقوله "في الماضي، لم تكن زوجاتنا حريصات على زيارة المرافق الصحية في المراحل الأولى من حملهن، ولكن تغير هذا الآن، حتى الرجال اكتشفوا هنا أنه ينبغي عليهم مرافقة زوجاتهم إلى الفحوص الطبية".