واجه الشعب الكولومبي معاناة كبيرة، حيث مرت البلاد بفترة عصيبة فقد فيها الناس العديد من أصدقائهم وأقاربهم بسبب النزاع. ووصل عدد القتلى نتيجة هذا النزاع إلى 2.5 مليون كولومبي. وفي هذا الصدد، يقول مايكول، طالب شاب: "لا نريد رؤية المزيد مثل هذه الحوادث المأساوية". هذا صحيح، فالشعب الكولومبي يكره الحرب، بل يتطلع للعيش بسلام والحصول على فرص التعليم.
ويتابع مايكول بالقول: "أذكر عندما كنت أذهب إلى المدرسة مع أخي الأكبر. أتذكر كيف كنا نركض في الأرياف وأخي يصيح على الأبقار، للأسف، لم يعد أخي معي بسبب الحرب". لقد تركت ذكريات الحرب والنزاع المسلح أسىً كبيراً على طفولة مايكول في كولومبيا، حيث أجبرت عائلته أيضاً على الفرار إلى فنزويلا عندما كان عمرها ست سنوات."
حاول مايكول ووالدته وببطىء إعادة بناء حياة جديدة في فنزويلا، حيث وجدوا الفرص لحماية أنفسهم والاستفادة من فرص العمل والتعليم. ومع ذلك، وفي عام 2015 عاد ميكول مع عائلته إلى بلده الأم كولومبيا.
بعد تسع سنوات من ترك كل شيء ورائهم، تتكرر القصة مرة أخرى. فقد عاد مايكول مع عائلته إلى البلاد ولم يكن لديهم الكثير في أيديهم، وأصبحوا يعيشون بدوى مأوى يأويهم ولا طعام يسد رمقهم، مما أضطرهم لطلب المساعدة، ومن حسن الحظ فقد ساعدت الروابط العائلية على توفير المأوى والطعام لهم. وبالتالي، قرروا بدء حياة جديدة في باريو لارغو في منطقة تيبو الحضرية. واليوم، تعيش الأسرة في منزل صغير مصنوع من الخشب. وعلى الرغم من عدم توافر ماء أو كهرباء بشكل سليم، فإن بيت مايكول يوفر لهم فرصة آمنة لبدء حياتهم مرة أخرى، وللمرة الثالثة.
ونتيجة لتهجيرهم من جديد، انقطع مايكول وشقيقته (كارين، 12 سنة) عن تعليمهم لمدة عامين. وأدى نقص الفرص والموارد الاقتصادية إلى عدم قدرتهم على مواصلة تعليمهم. وتقول مايكول : "لقد انقطع عن الدراسة لمدة عامين، لقد مثل ذلك بالنسبة لي أسىً كبير. وكان من الصعب الوصول إلى التعليم بسبب عمري، ولم يكن لدينا المال الكافي لدفع ثمن الكتب."
في أوائل عام 2017 ، طرق موظفو مشروع "نحن التعليم" الذي تموله دبي العطاء باب منزل مايكول. ودون تردد، سجلت ماريا (والدة مايكول) في المشروع. كما تلق مايكول وشقيقته كارين دروسا تحفيزية حيث كانوا على استعداد للعودة إلى المدرسة. يشجع برنامج دبي العطاء ويدعم إشراك النازحين في أنظمة التعليم النظامية، لذا يمكن أن يستفيد مايكول من التعليم المعتمد الذي يتيح لها إحراز تقدم ضمن كافة مستويات نظام التعليم.
واليوم، بات بإمكان مايكول أداء واجباته المدرسية بالمشاركة مع والدته. ويقول معلقاً على هذه التجربة: "أحب التعلم. عندما أكبر، أرغب بأن أصبح طبيب حتى يكون بمقدوري علاج الأطفال الذين عانوا من نفس الصدمة التي عانيت منها."