كحال العديد من الأطفال الآخرين في القرى الريفية في مقاطعة أودومكساي في جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية (لاوس)، ينشأ الأطفال في القرية بدون خدمات تنمية الطفولة المبكرة، ولا يستطيعون الحصول على التعليم ما قبل المدرسة الاساسية قبل الالتحاق بالصف الأول. اليوم الأول من السنة الدراسية من المرجح أن يمثل المرة الأولى لهؤلاء الأطفال الناطقين بلغة "الخمو" تعلم اللغة اللاوسية، حيث تعتبر اللغة الرسمية للتعليم في جميع أنحاء البلاد. ويشكل نقص المهارات اللغوية عاملا مساهما في ارتفاع معدلات التسرب والرسوب في السنوات الأولى من التعليم الأساسي في المجتمعات الريفية.
ويساعد برنامج "البحث وتعزيز المشاركة من أجل توفير التعليم في لاوس"(LEARN)، الذي تموله دبي العطاء وينفذ بالشراكة بين منظمة بلان الدولية ومنظمة إنقاذ الطفولة ووزارة التعليم والرياضة في لاوس، المتعلمين الجدد على التغلب على هذه التحديات من خلال الالتحاق بدورة قصيرة لتعلم لغة لاو. ويتم تدريس هذه اللغة في الأسابيع الأربعة الأولى من العام الدراسي في سبتمبر، ويشمل هذا بالطبع الاستعداد للمدرسة وتدريب المعلمين وتوفير مواد مثل كتب العمل للمعلمين والطلاب، وكتب الألغاز والأغاني، والكتب القصصية. ويعمل القائمون على البرنامج جنباً إلى جنب مع نظرائهم في مجال التعليم والرياضة في المقاطعات، للقيام بزيارات ميدانية تفقدية على أجهزة الكمبيوتر اللوحية، في الوقت الذي يقوم فيه المدرسون بتعميم المنهاج والمواد التعليمية الجديدة طوال السنة الدراسية.
في الأسبوع الثاني من عامها الدراسي الجديد، ابتسمت نانغ بي البالغة من العمر خمس سنوات وصفقت عندما رأت معلمها في الصف الأول يؤدي أغنية مصممة لمساعدة الأطفال على تعلم كلمات تعبر عن أجزاء من الجسم بلغة لاو. وبعد الأغنية أشارت شاركت نانغ هي وزملائها إلى عيونهم والأنف والفم والأذنين لتعزيز تعلم المفردات الجديدة. وبعد ذلك، يقوم المعلم باستخدام قصة تقليدية لربط الكلمات بالصور، لبناء وعي لدى الأطفال لطباعة وحب للكتب. وأخيراً، يقوم المعلم بمشاركة طلابه في لعبة لتقييم تعلمهم على الفور؛ وذلك من خلال ذكر اسم جزء واحد من الجسم ولكن يشير إلى آخر، وهنا يتوجب على الأطفال تحديد المغزى من كلامه والإشارة إلى الجزء الذي تم تسميته فعلاً.
السيد ثونغ فيت، مدرس نانغ بي، نشأ في تشوم فو ويدرك تماماً مدى صعوبة التعلم في لغة غير مألوفة. ويوضح ذلك بالقول: "في الأسبوع الماضي، كان علي أن أشرح بلغة لاو عندما لم يفهم الأطفال ما كنت أقوله في لغة لاو. بعد أسبوعين من تدريس الدورة القصيرة يمكنني أن أرى بالفعل تحسينات في مهاراتهم اللغوية بلغة لاو. هذا العام كانت التجربة الأولى لثونغ فيت في تدريس الصف الأول بعد أن درّس سابقاً الصفوف الأعلى في المدارس الأساسية . وأعرب عن تقديره لتركيز الدورة القصيرة على النهج التفاعلي التي تناسب المتعلمين الصغار."
وتتألف قرية التي تعيش فيها نانغ بي، والتي تسمى "تشوم فو" أو "قمة الجبل" من 26 عائلة تعيش في المنازل التقليدية في تجمع ضيق على طول الطريق الترابية. يعمل السيد ثونغ فيت مدير مدرسة ومعلم للصف الأول والصف الخامس في المدرسة الابتدائية في هذه القرية الصغيرة متعددة المستويات، في حين يغطي معلم واحد الصفوف الثاني والثالث والرابع. ووصل العدد الإجمالي للطلاب إلى 17 طالباً في هذه المدرسة، منهم 4 فتيات و13 فتى. وعند سؤاله عن الفرق في التحاق البنين والبنات، أشار ثونغ فيت بأن عدد السكان القليل في القرية غالباً يجعل أعداد الملتحقين في المدرسة غير ثابت من سنة إلى أخرى، ولا يوجد فتيات خارج المدرسة في الصفوف الأولى، ومع ذلك يبدأ تسرب الفتيات في الصفوف العليا من المدرسة الأساسية.
وعلى غرار العديد من الأسر في المنطقة، تعتمد عائلة نانغ بي في معيشتها على زراعة الأرز والعمل في بعض الأحيان بأجر مدفوع في المزارع الصينية المجاورة. وأوضح صرب والد نانغ بي عن السبب الذي دفعه لإلحاق ابنته في الصف الأول في مدرسة تشوم فو الاساسية هذا العام على الرغم من أنها كانت أصغر قليلاً من السن المقرر حيث تبلغ من العمر خمس سنوات وثمانية أشهر بحلول سبتمبر: "الآباء هنا ليس لديهم مستوى عالٍ من التعليم. نريد جعل نانغ بي أكثر تعليماً مما نحن عليه، حتى يكون بمقدورها إيجاد وظيفة في الحكومة."
والآن أصبح بإمكان صرب رؤية التغييرات الفعلية التي حصلت لدى نانغ بي بعد أول أسبوعين من التحاقها بالمدرسة، ومراقبة أدائها في الأغاني من الصف والبدء في تعلم كيفية الكتابة. هذه المهارات الجديدة التي يوفرها هذا البرنامج ستسهم بمساعدة نانغ بي بجعلها على مسار النجاح في تعلّم اللغة في الصف الأول وما بعده.