حققت الدورة الثانية من قمة ريوايرد، التي تم استضافتها اليوم في المنطقة الخضراء ضمن مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين في مركز الاتصال للمؤتمرات في مدينة إكسبو دبي، انجازاً تاريخياً من خلال ترسيخ دور التعليم في طليعة العمل المناخي، وذلك بهدف التأثير على مليارات الأطفال والشباب حول العالم. وتعد قمة ريوايرد، أول قمة تعليمية عالمية على الإطلاق حول المناخ والتي جمعت 1,000 مشارك، بما في ذلك 2 رؤساء دول حاليين وسابقين 22 وزيراً، و28 رئيس تنفيذي، إلى جانب 260 متحدثاً يمثلون 209 مؤسسة من 76 دولة، لقيادة حوار عالمي عرضت فيه حلول فعالة في مجال المناخ وقطاع التعليم.
ومن بين المتحدثين الرئيسيين الذين قادوا حوارات قمة ريوايرد التي ترتكز على الحلول ضمن مؤتمر الأطراف هم: معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة والرئيسة التنفيذية لسلطة مدينة إكسبو دبي؛ ومعالي أووت دينق أشويل، ووزير التعليم العام والتدريس، جنوب السودان؛ ومعالي رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، مصر؛ ومعالي الشيخ عمر آن، وزير التربية الوطنية، السنغال؛ ومعالي جواو ماركيز دا كوستا، وزير التعليم، البرتغال؛ وأمينة ج. محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة (فيديو)، ومعالي جوردون براون، مبعوث الأمم المتحدة الخاص للتعليم العالمي ورئيس وزراء المملكة المتحدة السابق؛ ومعالي بان كي مون، الرئيس المشارك لمركز بان كي مون للمواطنة العالمية والأمين العام الثامن للأمم المتحدة؛ كيتي فان دير هايدن، نائبة المدير التنفيذي للشراكات، اليونيسف؛ وياسمين شريف، المدير التنفيذي لمنظمة التعليم لا ينتظر؛ إيرينا بوكوفا، المدير العام السابق لليونسكو؛ روسيلي سواريس دا سيلفا، وزير التعليم، ولاية بارا، البرازيل، بالإضافة إلى سعادة الدكتور طارق محمد القرق، الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة دبي العطاء، وغيرهم.
تضمن جدول أعمال قمة ريوايرد 35 جلسة حوارية جمعت الأطراف الفاعلة الرئيسية من مختلف القطاعات لصياغة مسار مشترك للمضي قدماً من أجل ترسيخ دور أنظمة التعليم المتحولة في صميم العمل المناخي. ووفاءً بالتزامها باستقطاب حلفاء جدد وغير تقلديين تحت سقف واحد، شملت قمة ريوايرد أيضًا إدراج الشباب في جميع جلسات جدول أعمالها تقريباً. وشهد البرنامج انضمام وزراء التعليم والتعاون الدولي والمناخ والبيئة، إلى جانب الطلاب والمعلمين والشباب، فضلاً عن الخبراء المتخصصين ورواد المناخ وممثلي قطاع التنمية وقادة السكان الأصليين وغيرهم، للمشاركة في سلسلة من الحوارات المفيدة والملهمة.
وقالت أمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة: "يسعدنا أن نرى أن موضوعات قمة ريوايرد الثانية تتماشى بسلاسة مع مبدأ أجندة التعليم التحويلية التي وضعها الأمين العام للأمم المتحدة، والتي تؤكد على التعلم مدى الحياة، وتوفير الوضائف الخضراء، وزيادة التمويل، ومرونة أنظمة التعليم، واتباع نهج يركز على الإنسان. فلنعمل جميعاً على تحويل التعليم لجميع الأطفال والشباب لضمان أن لا أحد يتخلف عن الركب."
وقال معالي جوردون براون، المبعوث الخاص للأمم المتحدة للتعليم العالمي ورئيس وزراء المملكة المتحدة السابق: “تؤدي دبي العطاء، بقيادة طارق محمد القرق، دوراً حاسماً في تعزيز قضية التعليم من خلال قمة ريوايرد، ويعود الفضل لدبي العطاء حيث إنها تهتم على الصعيد العالمي بمعالجة الصلة بين تغير المناخ الذي نواجهه والحرمان من الفرص التعليمية. إدراكنا هو أنه ما لم نتحرك من خلال صندوق التعليم لا ينتظر، والوكالات التعليمية الأخرى، فإن حالات الجفاف والفيضانات والعواصف والأعاصير وغيرها من الأحداث المناخية ستؤدي إلى نزوح ملايين الأطفال والبالغين قسراً، وعلى وجه الخصوص، حرمان الأطفال من حقهم في التعليم."
وقالت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي ورئيس مجلس إدارة دبي العطاء:"باعتبارنا مستضيفاً لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، اغتنمنا الفرصة لتعزيز دور التعليم كحل رئيسي لتحقيق طموحات المناخ. وهذا اليوم بالتحديد، وهو يوم مخصص بالكامل للتعليم العالمي، هو أول مؤتمر يتم استضافته ضمن مؤتمرات الأطراف، يسمح لنا بتسليط الضوء على مبدأ مهم ألا وهو أن الاقتصاد الأخضر يعتمد على الوظائف الخضراء التي ترتكز على المهارات الخضراء والتي يتم تعليمها في المدارس. حيثما يوجد التعليم، يتبعه الاقتصاد."
وقال سعادة الدكتور طارق محمد القرق، الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة دبي العطاء: "لقد أوفت دبي العطاء بالتزامها تجاه العالم بجعل التعليم موضوعاً رئيسياً في جدول أعمال مؤتمر الأطراف من خلال رئاسة مؤتمر الأطراف الحالية، ومن خلال الدورة الثانية من قمة ريوايرد، لقد أوفينا أيضًا بوعدنا بجعل هذه الدورة، قمة الحلول، من خلال عرض مئات الابتكارات المذهلة التي ترتبط بالتعليم والمناخ. وكل من عمليات الإطلاق والإعلانات والالتزامات التي تم التعهد بها اليوم كانت بمثابة مثال حقيقي وملموس لما يمكننا تحقيقه للأجيال الحالية والمستقبلية، عندما تتقدم الأطراف الفاعلة من مختلف القطاعات بقوة بالحلول، فهذا يدل على قوة تحويل التعليم من خلال نهج نظام بيئي لمجتمع واحد، والذي يعتمد على التعاون بين مختلف القطاعات."
مبادرات مبتكرة تحقق أهداف التعليم والمناخ
وشهد المؤتمر الذي استمر يوماً واحداً إطلاق مبادرات هامة وتسليط الضوء على الحلول المبتكرة التي من شأنها تمكين إعادة صياغة أنظمة التعليم في الدول، وبطرق تشجع الأطفال والشباب على المساهمة بفعالية في العمل المناخي في كل مرحلة من مراحل التعلم. وقد عززت المبادرات التي تم عرضها خلال قمة ريوايرد، التي طرحتها الأطراف الفعالة التي تمثل النظام البيئي التعليمي بأكمله، نجاحها في جمع المجتمع بأكمله معاً، من أجل اتخاذ إجراءات ملموسة من خلال التعاون بين مختلف القطاعات.
الإعلانات الرئيسية
أطلقت اليونيسف و"جيل طليق" مبادرة "النهضة الخضراء"، والتي ستوفر على مدى السنوات الثلاث المقبلة (2023-2025)، مسارات لما لا يقل عن 10 ملايين طفل وشاب، وخاصة الفتيات، في البلدان النامية، لاتخاذ إجراءات جذرية من خلال العمل التطوعي؛ وبناء المهارات الخضراء وفرص العمل وريادة الأعمال؛ فضلا عن الدعوة من خلال حشد مئات الملايين للقيام بنفس الشيء من خلال نظام بيئي يضم الأطراف الفاعلة الآخرى في القطاعين العام والخاص والشباب.
وفي جلسة خاصة، أعلن الدكتور القرق عن انطلاق قمة ريوايرد كمنصة عالمية مستقلة قائمة بذاتها يقودها مجلس إدارة عالمي. وفي فترة ولايتها الأولى، تم الإعلان عن الرؤساء المشاركين الثلاثة للمجلس وهم السيدة لورا فريجنتي، الرئيس التنفيذي للشراكة العالمية من أجل التعليم؛ وياسمين شريف، المدير التنفيذي لصندوق التعليم لا ينتظر؛ والدكتور طارق محمد القرق، الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة دبي العطاء.
أطلقت مؤسسة الآغا خان بوابة إلكترونية جديدة تضم أكثر من 100 حل من حلول العمل المناخي التي يقودها المعلمون ويختبرونها ويوافق عليها المعلمون من أكثر من 60 بلداً، بتمويل مشترك من دبي العطاء. وأعلنت المؤسسة أيضًا عن آلية جديدة على المستوى الوطني لتعزيز العمل المناخي داخل ومن خلال المدارس والشبكات التعاونية على مستوى النظام، بعنوان "آلية ترجمة السياسات والممارسات من أجل التوعية المناخية".
بالتعاون مع شبكة العمل لتنمية الطفولة المبكرة (ECDAN)، أعلنت حكومتا جمهورية قيرغيزستان وملاوي عن خطط لربط تنمية الطفولة المبكرة والتعلم الأساسي بالمرونة والعمل في المجال المناخي في بلديهما.
أطلق برنامج الاستثمار الاجتماعي، وهو ومبادرة تقودها دبي العطاء، بالتعاون مع مؤسسة جرامين كريدي أجريكول، أول سند أثر اجتماعي، وذلك ضمن ائتلاف الوجبات المدرسية التابع لبرنامج الأغذية العالمي، بتوسيع نطاق برامج التغذية المدرسية المحلية المستدامة في السنغال، وتحفيز تنمية القطاع الخاص المستدام. برنامج التعليم والتدريب الفني والمهني بعد الثانوي (TVET) الخاص حول المناخ والمهارات الخضراء، وترويج ريادة الأعمال للنساء في سلاسل القيمة الزراعية المرنة.
شهدت القمة أيضًا إطلاق "الورقة البيضاء للوجبات المدرسية الصديقة للكوكب" من قبل اتحاد البحوث للصحة المدرسية والتغذية. وكانت رواندا وكينيا وسيراليون من أوائل الدول التي أعلنت التزامها بتنفيذ التوصيات الواردة في الورقة البيضاء.
بالشراكة مع دبي العطاء، أعلن مركز بان كي مون للمواطنة العالمية (BKMC) عن إطلاق برنامج الوظائف الخضراء للتدريب والتوجيه عبر الإنترنت للشباب لتمكينهم من اختيار المهن التي تساهم في حل أزمة المناخ وتعزيز إمكاناتهم في قيادة تحويل النظام حول هدف التنمية المستدامة (SDG) 13 بشأن العمل المناخي وأهداف التنمية المستدامة الأخرى.
أعلنت مفوضية الاتحاد الأفريقي عن موضوع التعليم لعام 2024: "التعليم الأفريقي المناسب للقرن الحادي والعشرين: بناء أنظمة تعليمية مرنة لزيادة الحصول على التعليم الشامل مدى الحياة والجودة والملاءمة في أفريقيا"، وسلطت الضوء على خططها لتحويل التعليم في جميع أنحاء القارة من خلال إعادة التفكير في نماذج التعليم.
بالإضافة إلى ذلك، عززت الحوارات التي جرت في قمة ريوايرد الفجوات الملحة في مجال تحويل التعليم والتي سيتم معالجتها من خلال مسرع دبي العطاء لحلول التعليم العالمية، والتي أطلقها الدكتور القرق في الثاني من ديسمبر، خلال برنامج رئاسة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في المنطقة الزرقاء، وذلك بالشراكة مع مؤسسة الآغا خان، وبدعم استراتيجي من المركز العالمي للتكيف. وتهدف الآلية المبتكرة إلى جعل تحويل التعليم حقيقة واقعة لكل بلد في العالم بحلول عام 2030، مما يسمح للبلدان بالعمل مع الجهات الفاعلة والمنصات الدولية لتحديد حلول تحويل التعليم وتسريع تنفيذها بشكل جماعي. وفي مرحلته الأولى، ستقوم كل من دبي العطاء ومؤسسة الآغا خان بنقل برنامج التسريع إلى 10 دول، مما يعني أن 2.1 مليار شخص سيستفيدون من المكاسب القصيرة والطويلة الأمد لنظام التعليم المتحول.
ومع هذه الدورة التاريخية من قمة ريوايرد، أرست دبي العطاء سابقة جديدة حول كيف يمكن للأعمال الإنسانية أن تغير العالم من خلال إعادة صياغة الأنظمة والجمع بين شراكات تعاونية هادفة والتي لن تمهد الطريق لمستقبل مزدهر ومستدام للجميع فحسب، بل أيضًا تحل التحدي الأكثر تعقيدًا الذي يواجه البشرية اليوم، ألا وهو التعليم!